Wednesday 10 January 2018

Opinion // Dissidents in Iran – and in Palestin/ المعارضين في إيران- وفي فلسطين

المعارضين في إيران- وفي فلسطين

جدعون ليفي

من صحيفة هآرتس الإسرائيلية

لماذا يُعتبر الفلسطينيون الذين يخرجون في مسيرات إحتجاجية أسبوعياً عند خطوط التماس أقل شجاعة أو أقل حجة من أولئك المعارضين الإيرانيين؟

يجب علينا أن ندعوا الأشياء بمسمياتها الحقيقية، إن الفلسطينيين وحفنة من الإسرائيليين الذين يكافحون ضد الإحتلال اسمهم معارضون، هكذا ينبغي علينا مناداتهم. فهم معارضين ضد النظام، مثل أي شخص يثور ضد النظام الاستبدادي، لذلك هم يستحقون الاحترام والتقدير بنفس القدر الذي منُح للمناضلين على مر التاريخ من نيلسون مانديلا وأندريه ساخاروف وليخ فارنسا إلى ناتان شارانسكي.

فالنظام الذي يكافحون ضده، آملين في إسقاطه، لا يقل قسوة عن قسوة أولئك الطغاة الذين قاتلهم أشهر الثوار في التاريخ. حيث أنه ليس لهذا النظام أي صلة بالديمقراطية التي تدعيها إسرائيل وتفتخر بها كما العالم يثني عليها. كيف يمكن لنا أن ندعوها بالديمقراطية إذا كان كل هذا يحدث خلف الستار؟
خالدة جرار وهي واحدة من هؤلاء المعارضين،  أثبت رد فعل النظام على موقفها، بأننا نتحدث عن ديكتاتورية مجحفة. جرار عضو في البرلمان الفلسطيني، وتبلغ من العمر 54 عاماً، وهي أم لابنتين، كما أنها مشرعة فقد تم إختيارها في إنتخابات ديمقراطية. دوماً ما يتم إرسالها إلى السجن بدون سبب وبدون محاكمة. فلم يسبق لجرار أن آذت حتى ذبابة. هي ناشطة سياسية، وأن وكلاء الظلام هم المسؤولون عن سجنها وهم يعرفون ذلك، لكن جرار تأبى أن تترك المعارضة والنضال، لذلك مكانها هو السجن وفقاً لسياستهم سواء كان بمحاكمة أو بدون -والأغلب- يكون بدون محاكمة.

هكذا تقاتل الأنظمة الدكتاتورية من أجل الحفاظ على وجودها، سواء كان من  رئيس روسيا بوتين أو تركيا أو إيران والصين وكذلك كوريا الشمالية، بوضع المعارضين في السجن. وقد جعل اعتقال جرار أن تكون إسرائيل من ضمن تلك البلدان ويظهرها في ضوء مختلف عما كانت تنعته لنفسها بأنها دولة ديمقراطية والخ. فلا يوجد مثل هذه الديمقراطية التي تودع المشرعين في المعتقل فقط بسبب أنشطتهم السياسية، كما وتضعهم بدون محاكمة. إن النظام الذي يضع المشرعين في السجن دون محاكمة هو نظام ديكتاتوري. والحقيقة أن معظم وسائل الإعلام الإسرائيلية لم تصدر أي تصريح بشأن تمديد إعتقال جرار لستة أشهر أخرى، وهذا لا يقلل من وطأة الموقف بل على العكس هذا يثبت أن وسائل الإعلام الإسرائيلية هي جزء من هذا النظام. حتى أن ساخاروف (روسي حاصل على جائزة نوبل للسلام) لم يغطِ أبداً هذا الخبر في وسائل الإعلام السوفيتية.

ومن الواضح أن النظام الذي يقوم بإطلاق النار على المتظاهرين هو نظام غير ديمقراطي البتة. فهل هناك دولة قامت بإطلاق النيران على المزيد من المتظاهرين أكثر من إسرائيل على مدى السنوات الخمسين الماضية؟! في شارع روتشيلد بوليفان (في تل أبيب) يُسمح بالتظاهر، على النقيض يتم بالفعل إطلاق النار على المتظاهرين في وادي عارة كما هو الحال في منطقة النبي صالح أيضاً فإنهم يتعرضون لإطلاق النار في كل وقت وهناك قتلى وجرحى ومن بينهم أطفال تماماً مثل ما حدث مع إيران. كما أن التقارير التي تصدرها الصحافة الإسرائيلية الحرة والنشطة بشأن المظاهرات هي تقارير مشوهة ودعائية، حيث تسمي هذه المظاهرات ب "الإضطرابات" و"أعمال شغب". ولا توجد كلمة واحدة حول الأهداف والسياق، ولا حتى حول إطلاق النار الوحشي من قبل قناصة قوات الدفاع الإسرائيلي على رجل بلا أرجل جالس على كرسيه المتحرك ويرفع علم شعبه أمام السياج الذي يحاصرهم، كما أنهم لم يذكروا كلمة واحدة بشأن إعتقال جرار!

وكان هذا مثالاً على الوقاحة "إن الإيرانيين الشجعان يتدفقون إلى الشارع، فهم يسعون إلى الحرية، يسعون إلى تحقيق العدالة، يسعون إلى نيل حرياتهم الأساسية التي حُرموا منها منذ عقود" هذا كان رد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على المظاهرات في إيران. كيف لم يهتز صوته عندما قال ذلك؟ كيف لم ترتعش يداه عند كتابته لهذه الكلمات؟ فما الفرق بين طهران والنبي صالح؟ ما الفرق بين المناضلين الإيرانيين وبين خالدة جرار؟

ليفسر أحد ذلك، اللعنة عليهم جميعاً. لماذا الفلسطينيين الذين يخرجون في مظاهرات أسبوعية عند خطوط التماس أقل شجاعة من المنشقين الإيرانيين؟ هل هم أقل حجة منهم؟ وهل أولئك الذين يطلقون النار عليهم أقل قسوة وأكثر ديمقراطية؟ على أي حال، إن النضال في كلتا المنطقتين يتبنى نفس القيم التي وصفها نتنياهو بشكل دقيق وهي "نيل حرياتهم الأساسية التي حرموا منها لعقود". و هل يوجد أناس تعرضوا للحرمان من حقوقهم أكثر من الفلسطينيين؟

يسعى الايرانيون والفلسطينيون للحرية. إن الأمر بهذه البساطة، هم متشابهون. إلا أن قوات الأمن الإيراني وقوات الأمن الإسرائيلي تقوم إما بإطلاق النار عليهم أو اعتقال المناضلين منهم، بكل بساطة، هم متشابهون جداً. هذه هي الطريقة التي يتعامل بها كل نظام استبدادي مع المنشقين.




Sunday 7 January 2018

After Three Wars: Gaza youth speak out- بعد ثلاث حروب: شباب غزة تتكلم




عندما يحين ميعاد نومي، أخاف أن أطفئ النور. لا لست جباناً؛ أنا فقط أخشى أن يكون هذا الضوء المنبعث من اللمبة المتدلية من السقف  آخر ما سيتبقى (مشرقاً) في حياتي.
بعد فترة وجيزة من كتابته لهذه الكلمات، تُوفي معاذ الحاج _ فنان شاب من مخيم اللاجئين في غزة. فمنذ اختفاءه ليومين كاملين، قام أصحاب معاذ بكسر باب بيته ليجدوه مُمدداً لا يتحرك ساكناً ومغطى ببطانية في المكان الذي عاش فيه لوحده لمدة 11 عام.
قضى معاذ حياته في مخيم النصيرات للاجئين، وهو إحدى أكثر مخيمات غزة اكتظاظاً _اسم مقترن بالمصاعب التاريخية والحروب والمقاومة الأسطورية_ ترعرع  في الإمارات العربية المتحدة وعاد إلى غزة كي يلتحق بالجامعة الإسلامية ولكنه علق فيها، فشهد 3 حروب بجانب الحصار الذي دام عقد من الزمن.
بطريقة ما، احتفظ هذا الرجل الصغير ببصيص الأمل الموجود بداخله والمعبر عنه في رسوماته المختلفة وملاحظاته العاطفية.

تعلم معاذ أن يعيش في عالمه الخاص منذ أن كان صغيراً، حيث كان يبدو العالم الخارجي بالنسبة له عالم متقلباً وقاسياً في أوقات آخرى.
رحلت أم معاذ عن هذه الدنيا عندما كان يبلغ من العمر سنة واحدة فقط، كما أن أبوه توفى بمرض السرطان في الإمارات العربية المتحدة، وبسبب هذه الظروف الخارجة عن إرادته؛ عاش معاذ وحيداً في هذه الدنيا لم يرافقه إلا أصدقائه في الحي، وكان في الكثير من الأحيان يتوارى عن الأنظار لينغمس في كتابة تعبيراته الفنية العميقة.
"ابتسم، لعل الحرب تخجل" هكذا كان تعليق معاذ على إحدى لوحاته الكرتونية. وهي فتاة في الربيع من عمرها ترتدي فستاناً مزيناً بالورود وتعطي ظهرها للقارئ وهي تنظر للناحية الأخرى.
دائماً ما تكون شخصيات معاذ الكرتونية مغمضة العينين، كما لو أنهم يرفضون رؤية العالم من حولهم ويصرون على تخيل عالم أفضل داخل أفكارهم الخاصة.
بعد أن فحص الأطباء جسده بدقة، تبين أن سبب وفاة معاذ كان نتيجة إصابته بسكته دماغية. كان قلبه مثقلاً بالمآسي الشخصية والجماعية التي يعجز عن وصفها، فاستسلم قلبه لها. وهكذا دُفِن واحد من خِيرة شباب غزة في أكثر المقابر اكتظاظاً. وقد عبرت مواقع التواصل الإجتماعي عن تعازيها والتي قدمها في الغالب الشباب الفلسطينيون من غزة، شاعرين بالصدمة لسماع خبر وفاته وأن آخر ضوء له قد انطفأ. انتهت حياة ذاك الشاب الصغير بينما لا يزال الحصار والحرب قائمين.  
وفي نفس ذلك الأسبوع، أحيى الفلسطينيون الذكرى السنوية الثالثة لانتهاء الحرب الإسرائيلية المدمرة ضد القطاع. حيث قتلت الحرب أكثر من 2200 فلسطيني غالبيتهم العظمى من المدنيين  مقابل 71 إسرائيلي معظمهم من الجنود.
تركت الحرب غزة في حالة من الخراب، أكثر من 17000 منزل تدمر بالكامل، والآلاف من المباني الأخرى التي تشمل المستشفيات والمدارس، إضافة إلى المصانع تدمرت أو أصيبت بأضرار بالغة.

حطمت الحرب أي مظهر من مظاهر الاقتصاد في القطاع بشكل كامل. واليوم 80% من الفلسطينيين في غزة يعيشون تحت خط الفقر، كما أن معظمهم يعتمد على المساعدات الإنسانية.

جيل كامل من الفلسطينيين في غزة ترعرع دون أن يعرف شيئاً سوى الحرب والدمار، كما أنهم لم يروا العالم بعيداً عن حصار غزة المميت.
وهذه كلمات بعض الشباب الغزيين الذين تكرموا بمشاركة قصصهم الشخصية المأساوية آملين أن يستجيب العالم لندائاتهم من أجل الحرية والعدالة.
إسراء مقداد، طالبة في قسم التمويل الإسلامي
بعد أن تضرر منزلنا بأضرار جزئية خلال حرب 2014 الإسرائيلية؛ أمضت عائلتي سنة ونصف في إعادة بنائه بسبب تأخر سماح دخول مواد البناء لقطاع غزة وبسبب الأسعار الباهظة لمثل هذه المواد عندما تكون متوفرة. كما أنني فقدت منحة الحصول على درجة الماجستير في عام 2014 بسبب الإغلاق وبسبب الظروف المالية الصعبة التي مرت بها عائلتي بعد الحرب.
لقد قضيت آخر 3 سنوات في التقديم للحصول على منحة، فقط كي أعلم أن العديد من الجامعات الأوروبية لا يعرفون شيئاً أو القليل جداً عن الحصار الإسرائيلي على غزة والإغلاق المستمر للمعابر. حصلت على منحة آخرى فقط كي أفقدها مرة ثانية لأنني لم أستطع أن أكمل إجراءات السفر والتفاوض للخروج من غزة.
نعم، أريد حياة أفضل، لكنني أحب غزة أيضاً، إلا أن الوضع يزداد سوءاً مع كل يوم يمر. كما أنه من الصعب إيجاد وظيفة مستقرة في غزة حتى لو حصل الشخص على فرصة في مكان آخر فإنه من الشبه مستحيل الخروج من القطاع.
غادة، تبلغ من العمر 23 عاماً، درست آداب اللغة الإنجليزية وتعمل حالياً كمترجمة:
يوماً بعد يوم، تصبح الأوضاع في غزة معقدة أكثر أو حتى أسوء من ذي قبل. فمنذ الحرب الأخيرة حتى يومنا هذا لا شيء يأخذ بالتحسن، لا شيء على الإطلاق.
خلال عملي في مركز التجارة الفلسطيني  ( Pal-Trade) والتي تهتم بتمنية الاقتصاد الفلسطيني. يومياً،  أرى الناس يعانون في جميع القطاعات الاقتصادية، غير أزمة الكهرباء التي تدمر الأعمال التجارية في كل مكان . إضافة إلى ما يعانيه القطاع الزراعي من حالة خراب، حيث أن المزارعين لا يستطيعون تصدير منتجاتهم أو حتى الوصول إلى الأسواق الفلسطينية في الضفة الغربية.
وبالرغم من تعهدات المانحين المالية لإعادة إعمار غزة عقب حرب 2014، إلا أن وضع الفلسطينيين الذين يعيشون في القطاع لم يكن بهذا السوء مطلقاً. علاوة على ذلك، يعاني سكان غزة من نقص حاد في المياه الصالحة للشرب، بالتزامن مع خطورة الإفتقار للمرافق الصحية الملائمة، والشاهد على ذلك ضيق الأمل بالعيش في ظروف أفضل.

قد خلق هذا الإغلاق المفروض على غزة والذي لم يشهد له مثيل من قبل الشعور بالعجز، وأكثر المشاكل إحباطاً بالنسبة للشباب الغزيين هي معاناتهم من إغلاق معبر رفح البري. حيث تشكل فئة الشباب في غزة حوالي ثلثي الشعب الفلسطيني، مع ذلك أقل من 10% منهم قادراً على رؤية العالم خارج حدود غزة.
خلود حاصلة على درجة البكالوريس في أداب اللغة الإنجليزية من جامعة الأزهر.
مازال تطبيق الحصار على غزة قائماً منذ عام 2006 حتى الآن، كما أن الأوضاع تأخذ بالتراجع هنا حتى قبل الحرب الأخيرة. كما وتقدر نسبة البطالة في صفوف الشباب حوالي 60 بالمئة.
لقد شهدت ثلاث حروب، ورأيت كيف أن حياتنا تزداد سوءً بصورة تدريجية خاصة بعد الحرب الأخيرة. ثلاثة حروب بعد حرب 2014 جعلت الوضع يزداد صعوبة وأكثر تعاسة. غزة بعيدة كل البعد عن الحصول على التعافي الكامل، وما تم إعادة إعماره ماهو إلا قطرة في محيط من الخراب.
سندس، حاصلة على درجة البكالوريس في آداب اللغة الإنجليزية، وتعمل الأن كإخصائية اجتماعية:
كوني إخصائية اجتماعية، فقد زرت أكثر من ثلاثة مثة وخمسين عائلة من العائلات التي تأثرت بالحرب وأعقابها. شهدت كيف أنهم يعانون من دنوب نفسية عميقة والتي يطغى عليها دوماً الشعور بكارثة وشيكة الحدوث. ففي كل بيت قمت بزيارته؛ يوجد قصة مفجعة من الفقر والبطالة والخوف من المستقبل والقلق من حدوث حرب إسرائيلية أخرى.

النص الأصلي هنا: https://www.middleeastmonitor.com/20170904-three-years-after-the-war-gaza-youth-speak-out/

Two EU Companies involved in Killing Egyptian Protester

 An investigation conducted by French magazine Lorient and the German newspaper Sodic Zeitung revealed that a French and a German compa...